تعريف علم النفس
المقدمة:
ظل الإنسان لقرون عديدة يفكر في إجابة السؤال الذي شغل باله دائماً وهو: من أنا ومن أكون؟ ولإجابة هذا السؤال حاول منذ القدم دراسة النفس الإنسانية، وبذلك تطور تاريخ علم النفس مع تطور العلوم المتعددة التي انفصلت عن الفلسفة “أم العلوم” في نهاية القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20 وأصبح ينتمي إلى مجموعة العلوم الإنسانية.
وحاول الباحثون في هذه المجموعة استخدام المنهج العلمي المتبع في العلوم الطبيعية في دراسة الظواهر والأنشطة التي تكمن وراء سلوك الإنسان.
ومن العلوم الإنسانية: علم النفس بفروعه المختلفة وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد والعلوم الإدارية والعسكرية والسياسية وغيرها من العلوم الأخرى.
– يدور موضوع علم النفس:
بصفة عامة حول دراسة الظواهر النفسية كما تظهر في السلوك الإنساني المعقد والعمليات العقلية التي تصاحب ذلك السلوك مثل التفكير والإدراك والتذكر والنسيان والتعلم والانفعال والذكاء والدافعية وغيرها من الموضوعات.
ويدرس الإنسان ككائن اجتماعي محكوم سلوكه في الاستعدادات الفطرية المتوفرة عنده منذ الولادة والتي زود بها من خلال العوامل الوراثية، وفي تغيرات الوسط الذي يعيش فيه والبيئة المحيطة حيث أن الفرد يؤثر في بيئته كما أنه يتأثر بها.
- وعلى وجه التحديد ، يهتم علم النفس بدراسة أنواع السلوك البشري في جميع مراحل حياة الإنسان المختلفة في محاولة لكشف القوانين والمبادئ العامة التي تحكم السلوك وتوجهه ، والعمل على تنظيم هذه المبادئ في نظام معرفي متكامل.
ولا يوجد تعريف واحد لعلم النفس يتفق عليه جميع الباحثين لأنه كان حتى وقت قريب فرعًا من الفلسفة يدرس الموضوعات النفسية بمنهجية ذات طابع فلسفي تعتمد على القياس والاستبطان والملاحظة والتأمل، كما تعرض خلال تطوره لمؤثرات من العلوم الطبيعية مما أدى إلى تعدد آراء وتوجهات علماء النفس حول طبيعة الظاهرة النفسية وكيفية وصفها وتفسيرها.
ومن بين التعاريف المتعددة لعلم النفس:
1- يعرَّف علم النفس بأنه العلم الذي يدرس الحياة النفسية وما تحتويه من أفكار ومشاعر وإحساسات وميول ورغبات وذكريات وانفعالات.
2- ويعرَّف علم النفس بأنه العلم الذي يدرس سلوك الإنسان بما يمثله من أفعال وأقوال وحركات ظاهرة ، وجوانب نشاط الإنسان خلال عملية تفاعله مع بيئته.
3- كما ويعرَّف علم النفس بأنه العلم الذي يدرس السلوك البشري والعمليات العقلية الكامنة وراءه.
4- ويعرَّف أيضاً علم النفس بأنه العلم الذي يهتم بتفسير السلوك البشري في المواقف الحياتية المختلفة والدوافع من وراء هذا السلوك.
ويلاحظ أن هذه التعاريف متكاملة مع بعضها البعض وتمثل اتجاهات مدارس علم النفس المتعددة.
أما التعريف الذي اعتمده م.أيمن عبدالرحيم :
هو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني و ما وراءه من عمليات عقلية.
– ويقصد بـالسلوك:
أي نشاط خارجي يصدر عن الفرد ويمكن ملاحظته بطرق مباشرة ويشمل الحركات والأعمال والأقوال والإيماءات التي تصدر في المواقف المختلفة، بحيث يكون هذا السلوك ملاحظ، ويمكن قياسه بشكل مباشر.
كما ويمكن أن يكون السلوك نشاط داخلي يصدر عن الفرد ولا يمكن ملاحظته بطرق مباشرة، ولكن يمكن الاستدلال عليه أو كشفه أو قياسه بوسائل خاصة مثل سلوك التفكير أو اتجاهات الفرد وميوله.
وبذلك يعتبر السلوك في غاية التعقيد، ولا يتسم بالآلية؛ ولا يمكن إرجاع نمط سلوكي معين لعمل أو مثير خاص به إلا في بعض أنواع السلوك البسيط اللاإرادي، كردود الفعل الانعكاسية في السلوك كنشاط صادر عن الفرد سواء كان حركياً أو عقلياً أو انفعالياً وجدانياً فهو معقد ومتكامل في كثيرٍ من جوانبه.
فعلى سبيل المثال: سلوك كتابة موضوع ما يتطلب توفر عدد من الجوانب تتمثل بالجانب الحركي وهو الكتابة. والجانب العقلي وهو التفكير بالموضوعات المتضمنة والإلمام بجوانب الموضوع، والجانب الوجداني ويتضمن الانفعالات والمشاعر المصاحبة لمحتوى الموضوع من أفكار أو آراء أو معتقدات.
– مباحث أو بحوث علم النفس:
- كل ما يفعله الإنسان ويقوله، أي كل ما يصدر عنه من سلوك حركي أو لفظي يكون ظاهراً للعيان، مثل المشي والكتابة والكلام والضحك والأكل وغيرها وهذا ما تنطلق منه المدرسة السلوكية.
- وكل ما يصدر عن الإنسان من نشاط عملي أو عمليات معرفية داخلية كالإدراك والتذكر والتفكير والتخيل والتخطيط والتوقع وغيرها وهذا ما تنطلق منه المدرسة المعرفية.
- كل ما يستشعره الفرد من تأثيرات وجدانية وانفعالية: كالإحساس باللذة: أو الألم؛ والشعور بالضيق أو الارتياح، أو بالحزن والفرح أو بالخوف أو بالغضب وكل ما يميل إليه أو ينفر منه. وهذا ما تنطلق منه النظريات التحليلية.
ومن هنا يمكن القول؛ بأن موضوع علم النفس هو كل نشاط جسمي باد للعيان يلازمه نشاط نفسي داخلي يرتبط به ارتباطاً وثيقاً، إضافة إلى كل نشاط نفسي داخلي يصحبه نشاط جسمي يمكن ملاحظته.
وهكذا ليس هناك حد فاصل بين النشاط الجسمي والنشاط النفسي أو بين الحياة النفسية والسلوك العملي الظاهر، أي أن ما يصدر عن الإنسان إنما يصدر عنه باعتباره وحدة جسمية نفسية متكاملة لا تتجزأ،
مُمثلاً ذلك في قول الفيلسوف اليوناني أرسطو: “ليس الذي ينفعل هو النفس أو الجسم بل الإنسان ويمكن القول ليس الذي يفكر هو المخ أو العقل بل الإنسان. فالإنسان هو الذي يقرأ ويكتب ويحب ويكره، وينجح ويخفق ويسعد ويشقى؛ والإنسان كله هو الذي ينجز أعماله ويحل مشكلاته ويتعامل مع البيئة المحيطة به ويتكيف معها.
محتويات مادة / مساق مبادئ علم النفس العام:
- تعريف علم النفس
روابط مفيدة:
1. راجع علم النفس – ويكبيديا
2. راجع ماهو علم السيكولوجي – موقع موضوع
المصادر:
1- ↑ كتاب مدخل الى علم النفس – عماد عبد الرحيم الزغول وعلي فالح الهنداوي.
2- ↑ مدخل علم النفس – المهندس أيمن عبدالرحيم
تعليقات
إرسال تعليق