علم النفس نشأته وتطوره |
- علم النفس نشأته وتطوره
لتحميل المقال على شكل ملف PDF: اضغط طباعة أو Ctrl+P معاً ثم من الوجهة: حفظ بتنسيق ملف PDF ثم اضغط حفظ .
نقدم لكم مقال من موقع البديع المعرفي بعنوان علم النفس نشأته وتطوره ، ونرجو أن ينال إعجابكم ،تابعونا
- سنتناول في هذا المقال من موقع البديع المعرفي، علم النفس نشأته وتطوره منذ ما قبل التاريخ مروراً بالمرحلة الفلسفية، ومرحلة العصور الإسلامية “الوسطى”، إلى مرحلة التفكير العلمي والاستقلال عن الفلسفة.تابعنا
* علم النفس نشأته وتطوره
1 -نظرة تاریخیة حول علم النفس في العصور القديمة:
تمهید: تساءل الإنسان منذ القدم عن الطبیعة الإنسانیة كما یلي:
– ما الذي جعلني أتصرف بهذه الطريقة او بهذا السلوك؟
– ما معنى الأحلام التي تراود كل إنسان؟ لماذا سلوك الأفراد یختلف فيما بینهم؟ لماذا يختلف سلوك الأفراد؟ إذ أن كل هذه التساؤلات قد تثير إجابات مختلفة حسب تفكير البشر في كل زمن،
كما كانوا یتطلعون إلى مواقع النجوم في السماء وتفسیراتها حسب الأحداث كالموت مثلا، كما كانوا يعتمدون على شكل الفرد ومظهره ويشبهونه بأحد الحيوانات وكانوا يتنبئون بطباعه وسلوكياته بناءاً على الحيوان الذي يشبهه.. وهكذا كانت التفسيرات لسلوك البشر تختلف حسب الدیانات والطقوس أو المخيلة وغير ذلك.
وفي الوقت نفسه، تأمل كبار المفكرين في الطبيعة البشرية وفسروها وفقًا لآرائهم ومعتقداتهم فعلى سبیل المثال،
وصف بنتام – “الكائنات الإنسانیة بأنها كائنات عقلانیة تتخذ قراراتها بتوجیه من المصالح الذاتیة “
أما توماس هوبز – “فيقول أن الكائن الإنساني أناني وعدواني، یحتاج إلى حكومة وسلطة قویة للسيطرة على اندفاعاته وسلوكياته”.
وقد كان أساس تلك الأفكار والآراء والبحوث في ذلك الزمان والعصور القديمة: الملاحظات الأولية أو المباشرة للإنسان البدائي في ذاته وفيمن حوله، كما أن الأحلام التي كان یراها الإنسان والإصابة بالإغماء مثلاً أو الغیاب عن الوعي أو الموت.
فكل هذه الأحداث نبهت الإنسان في ذلك الزمان القدیم إلى وجود شیئین في ذاته هما (وجود مادي _ ووجود ما آخر خفي) یذهب ویعلو في السماء لينفذ ما في الأحلام، ثم یعود إلى الجسم عند اليقظة. أو یغیب في مكان مجهول عند الصرع أو یغیب دون رجوع عند الوفاة،
وهكذا استدل الإنسان على أن في ذاته شيء آخر غیر هذا الهیكل المادي المتحرك أحیاناً والجامد في أحيانٍ أخرى، وكما أطلق أیضاً على ذلك الشيء الآخر أسماء مختلفة (كالروح – أو النفس – أو الذرات الناریة…وما إلى ذلك…)، إلى أن توصل الإنسان عند التأمل في ذاته بغیة فهم نفسه إلى ثلاث مصطلحات (النفس psyche –الروح spirit -العقل mind) فهذه الكلمات.. فجرت الأفكار بالأبحاث وأثارت النقاش والجدل الطویل، كما شغلت هذه الكلمات أفكار الفلاسفة والعلماء ورجال الديانات فترة طویلة من الزمان.
وهكذا أصبح مجالاً واسعاً في البحث بغية الوصول إلى تعریف ثابتٍ ومقبول ومعترف به من الجمیع لتلك الكلمات (النفس – والروح – والعقل).
كما كان أفلاطون من أوائل الفلاسفة المتكلمین حول النفس إذ قال عنها “نقطة اتصال عالمین هما عالم المثل وعالم الحس، وأنها ذات جوهر روحي ومادي، وقال أيضاً.. الجسد: وكأنه سجن للروح في أثناء الحیاة “
أما فيثاغورس ومن يتبع له: قالوا عن النفس أنها من جنس مخالف للبدن تتركب من جزیئات هبطت من الشمس ودخلت الأجساد فأحیتها ووهبت لها الحركة.
وتكلم دیموقريطوس عن النفس بأنها عدد من الذرات الناریة تختلط مع ذرات أخرى وتكون الجسم وهي سبب الحیاة والحركة وإذا فارقت هذه الذرات الجسم كانت السبب في الموت.
أما أرسطو فقد عرف النفس بأنها صورة للجسد تمتاز عن الصور الأخرى والمتصلة بالمادة بأنها صورة عاقلة تسمو عن البدن،
وحینما ظهرت المسیحیة هالها ما رأت من إغراق الناس في لذائد الحیاة وبهرجها فنادت بحیاة الروح وبوجوب ضبط رغبات الجسد وضبط العاطفة كما أن الرهبان آمنوا بحقیقة واحدة وهي الإلهية وأصبحت تلك العقیدة الغالبة عند النصارى.
ثم جاءت عصور الفلسفة الإسلامیة، حیث قال ابن سینا “أن النفس كمال أول للجسم طبیعي آلي، وأنها جوهر مستقل ومخالف للجسد وهو یراها على أنها جوهر روحي تفيض من العالم العلوي فتحل في البدن كارهة وتغادره كارهة أيضاً”
لكن الحقیقة التي یمكن إدراكها أن هذه التعاریف المعرفة للنفس وكذا تعريفه تعريفه للروح والعقل، ما هي إلا اقتباسات من فلسفات الإغريق ولا یمكن أن نعتبرها كتعريفات إسلامیة والمعنى الحقیقي للنفس ورد في كتاب الله تعالى وفي أحاديث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
قبسٌ من آيات القران العظيم:
“ ولو شئنا لآتینا كل نفس هداها “سورة السجدة آیة 13
” لیجزي الله كل نفس ما كسبت” سورة إبراهیم آیة 51
” یوم تجد كل نفس ما عملت من خیر محضرا” سورة آل عمران آیة 30
” لا تكلف نفسا إلا وسعها ” سورة البقرة آیة 233
” واتقوا یوما لا تجزي نفس عن نفس شیئا ولا یقبل منها شفاعة ” سورة البقرة آیة 47
” ولن یؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ” سورة المنافقون آیة 11
الأحادیث النبویة:
روى النَّسَائي عن عبد الرحمن بن أبي عمیره أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال: “ما من نفس مسلمة یقبضها ربها تحب أن ترجع إلیكم وأن لها الدنیا وما فیها، غیر الشهید “. قال ابن أبي عميرة: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ولأن أقتل في سبيل الله ; أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر “.(صححه البخاري ومسلم).
ولنتحدث الآن باختصار حول الروح والعقل الكلمتان اللتان كثيرا ما كان يقصد بهما النفس، وكأن الكلمات الثلاثة (النفس – والروح والعقل) مترادفة إلا أنه وفي كتب كثیرة تم تفريق الروح عن النفس والعقل.
أما ابن رشد فإنه یرى أن مسألة الروح من أعقد المسائل المعضلة، ویقول ضمن سیاق حديثه عنها “فالكلام في النفس يقصد الروح – غامض جدا ولقد اختص الله به من الناس العلماء والراسخین في العلم،
ولذلك في قوله سبحانه مجیباً: “ویسألونك عن الروح؟ قل الروح من أمر ربي. وما أوتیتم من العلم إلا قلیلا” سورة الإسراء آیة 85.
أما حول العقل فقد قال عنه ابن رشد بأنه الملكة التي تكتسبها النفس مع الزمن والتي تؤدي إلى الخبرة الأخلاقیة التي تمیز الخير من الشر،
وفرق الإمام الغزالي بین النفس والعقل وقال بأن العقل كلمة تستخدم للدلالة على معاني ثلاثة:
1 -العقل الأول وهو أول المخلوقات ویطلق علیه اسم المعلول الأول واسم المبدع الأول وهو المقصود في القول فيما ينسب إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم (أول ما خلق الله العقل فقال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر)“حديث موضوع أو ضعيف”
2 -العقل الثاني وهو المقصود به نفس الإنسان.
3 -العقل الثالث الإدراك والذي يعني الإحساس.
المزيد عن علم النفس نشأته وتطوره:
2 -ظهور وانتشار علم النفس وتطوره في الحضارات المختلفة:
یعد تطور وانتشار علم النفس عموماً على ثلاث محطات وحضارات تاریخیة وهم:
1. الیونان و 2. الإسلامیین(العصور الوسطى) و3. الأوروبیین. أو ما تسمى:
1. العصور الوسطى و2. العصور الحدیثة و3. المعاصرة: بظهور عدة مدارس في علم النفس الحدیث. في تاریخ وتطور علم النفس بین مختلف الحضارات وما نجد في تاریخ هذه الحضارات القديمة ما یثیر الدهشة والإعجاب،
كالحضارة الیونانیة بطابعها الفلسفي بالذات بالرغم من أن هناك حضارات عظیمة قبل الحضارة الیونانیة مثل حضارات مصر وبابل إلا أن الیونان اخترعوا الفلسفة والعلم وهذا دون أن ننفي أن المصریين والبابلیين عرفوا علم الحساب والفلك. وسنتناولهم كمايلي:
أولاً: علم النفس لدى اليونان:
يرجع اهتمام الفكر الإنساني بمسائل علم النفس والطبیعة الإنسانية إلى عصور الفلسفة اليونانية، لقد اقتنعوا أن في جسم الإنسان جانباً غیر الذي تدركه الحواس وأن هذا الجانب الذي لا يرى مسؤول عن بعض الظواهر التي تثير الحيرة مثل (الشهوات – الدوافع – الأحلام – التردد في اتخاذ القرارات) وأطلقوا على هذا الجانب المسؤول عن الخبرة والسلوك اسم النفس أو الروح دون أن یحمّلوا هذه التسمیة أي مضمون دیني، ویتم التعرف على ماهية النفس بالوصف والملاحظة. وكان قد بُدأ النظر في موضوعات علم النفس لدى الیونان وكان من أبرز علماء وكبار الفلاسفة ثلاثة هم سقراط وأفلاطون وأرسطو:
أ- سقراط 399 – 470 ق.م: أثیني – أساس تعالیمه النفسیة قوله (اعرف نفسك) وهو یرى أن المعرفة الحقیقیة في الشخص نفسه، ولكن انهماك الناس بالأعمال الیومیة یحیط المعرفة بغشاوة، فعلى الذي یرید ان یعرف الحقیقة أن یناقش نفسه وأن یواجهها،
وهو یرى أن الطبیعة البشرية تشتمل على قوتین هما (العقل والشهوة)، وهاتان القوتان بالرغم من أنهما تعیشان معاً إلا أن الصراع بینهما دائم، نظراً لاختلاف طبيعة كلٍ منهما.
ب- أفلاطون 347-427 ق.م: الفیلسوف الأثیني الشهیر وتلمیذ سقراط، سجل آراءً في محاوراته الشهیرة وفي كتابه الجمهوریة،
وقد قسم النفس إلى ثلاث أقسام، وحدد مكاناً لكل قسم:
1.النفس العاقلة: مركزها الرأس، لأن الرأس أعلى جزء في الجسم فهو أقرب إلى السماء كما أنه مستدير والدائرة أقرب الأشكال الریاضیة إلى الكمال، و2. النفس الغضبیة: موطنها القلب، و3. النفس الشهوانیة موطنها البطن.
والنفس بالنسبة للجسم مثل الربان للسفينة يقودها وسط العواصف حتى یصل بها إلى غایتها، وهذه النفس البشرية أشبه بعربة یجرها جوادان جامحان هما النفس الغضبیة والنفس الشهوانیة، أما القائد فهو النفس العاقلة التي علیها أن تتحكم بالنفس الغضبية والشهوانية وتخضعهما لسیطرتها.
ج- أرسطو 322-384 ق.م: أثیني، فیلسوف الیونان الأكبر وهو تلمیذ أفلاطون وهو أكبر فیلسوف عرفه الفكر الإنساني كما أنه (الجد البعید) لعلم النفس لأنه ألف أشهر الكتب القديمة ألا وهو كتاب النفس. وآراء أرسطو في علم النفس تحتاج إلى كتاب خاص ولكننا سنقوم بإيجازٍ بعرض بعض أرائه في النقاط التالية:
- یعرف النفس بأنها (كمال أول لجسم طبیعي آلي، ذو حیاة بالقوة) ویقصد بالكمال الأول أن النفس مكملة للإنسان أما الجسم الطبیعي هو الجسم المتحرك ویقصد بـ آلي أي أنه له آلات وأعضاء أما القوة فمعناها الإمكانیة للوجود والحياة و الاستمرار ویجد أرسطو ثلاثة أنواع من النفوس :
1) النفس النباتیة: وهي أساس الحیاة والغذاء والنمو وهي موجودة في النبات والحیوان والإنسان.
2) النفس الحیوانیة: ووظیفتها الحركة والإحساس، من خلال الحواس الخمس: البصر، السمع، الذوق، اللمس، والشم. وهي موجودة عند الإنسان والحیوان.
3) النفس العاقلة: وظیفتها التفكیر وهي موجودة فقط عند الإنسان.
واشتهر أرسطو كذلك بنظریة (الوسط) أو “مطا” والتي تسمى أحیاناً “الوسط السعید” فالفضیلة عنده بعدم الإفراط والتفریط وكلاهما رذیلة فمثلا الشجاعة وسط بین الطرفين “الجبن والتهور”، والكرم فضیلة وهو وسط بین رذیلتي “الشح والإسراف”.
ثانیاً: علم النفس عند المسلمين:
هناك العدید من العلماء والمفكرین الإسلاميين في علم النفس في زمن العصور الوسطى نعرض بعضاً من نظریاتهم على النحو التالي الآتي:
أ- الفارابي 872-950 م: یسمى في تاریخ الفلسفة بالمعلم الثاني وهذا هو لقبه الفخري وهو من الفلاسفة وعلماء النفس الكبار، ألف العظيم من الكتب أهمها “المدینة الفاضلة” ونظریته في النفس تقوم على أن النفس لها أربع قوى وهي:
- القوة الغاذیة: وهي القوة التي یتغذى بها الإنسان و القوة الرئیسیة محلها القلب، ثم تتفرع قوى ثانویة في الجسم هي المعدة والكبد والطحال.
- القوة الحاسة: وبها یتم إدراك الحواس الخمس، حیث أن كل حاسة تختص بجانب معین من الإحساس.
- القوة المتخیلة: و هيَ تُرسمُ في النفس من الحواس بعد غیابها عن الحس وتقوم بتركیب صور الحواس كما تتخیل الشيء الذي مضى والذي سیحدث.
- القوة الناطقة: وهي التي یعقل بها الإنسان ویمیز بها بین الأشیاء كالجميل والقبيح، وكالغث والثمین،
وتنقسم القوة الناطقة إلى ثلاث:
1. النظریة/ وهي التي یحوز بها الإنسان المعارف و العلوم النظریة.
2.العملیة/ وهي التي یحوز بها أیضا الصناعات و الحرف.
3.النزوعیة/ وهي التي یكون بها نزوع الإنسان أن یطلب الشيء أو یهرب منه و محل القوى النفسیة.
ب- ابن سینا 980 -1036 م: هو عالم نفس والفيلسوف الأكبر على الإطلاق في العصور الوسطى، ألف الكثیر من الكتب وكانت عنایته بعلم النفس فائقة وله كتاب شهیر باسم “النفس” واشتهر بلقب فخري وهو “الشیخ الرئیس” فیرى بأن النفس جوهر روحاني قائم بذاته وهو أصل القیمة المدركة والمحركة لأجزاء البدن وفي نظریاته أنه یقسم القوى في النفس إلى ثلاث أقسام:
1.قوى یشترك فیها الإنسان و الحيوان و النبات: وهي النفس النباتیة ولها ثلاث وظائف التغذي والنمو والتولید.
2.قوى یشترك فیها الإنسان والحیوان ولا توجد للنبات: وهي النفس الحیوانیة ولها قوى كثیرة مثل القوى الإدراكیة بالحواس الخمس والقوى النزوعیة إلى الشهوة والغضب.
3.قوى تخص الإنسان فقط: ولا توجد عند الحیوان أو النبات وهي النفس الناطقة أو الإنسانیة وتحتوي على قوى عدیدة أهمها العقل العملي الذي يمكن الإنسان من التعامل مع شؤون الحیاة الیومیة، والعقل النظري وهو قوة عالمة یدرك الإنسان من خلاله المعارف النظریة و المكتسبات.
ج – أبو حامد الغزالي 1058-1111م: وهو من أبرز العلماء في الدین والفلسفة، اشتهر بلقبه الفخري “حجة الإسلام”، ألف الكثير من الكتب في علوم الدین والفلسفة وعلم النفس، وله كثير من الكتب النفسیة والتربوية أشهرها ” معارج القدس ” ونظریاته في علم النفس واسعة وخاصة في علم النفس الاجتماعي والأخلاقي وسنورد منها مايلي في هذه النقاط:
- يقسم قوى النفس بنفس الطريقة التي اتبعها ابن سينا.
- نظریته في الانفعالات النفسیة، نظریة مبتكرة ترى أن الغضب قوة محلها في القلب، والغضب هو غلیان الدم في القلب بطلب الانتقام وأسبابه الزهو والعجب – وهذا الغضب إذ تم كظمه رجع إلى باطن الإنسان واختفى وسار فیه حقداً، والحقد یثمر الحسد وهو تمني زوال النعمة عن الغیر، والغضب والشهوة هما من الأبواب التي تدخل الشیاطین إلى قلب الإنسان.
ثالثاً: علم النفس عند الأوروبیین:
أوروبا.. في بادئ الأمر لم تشهد تأملاً علمياً كبیراً في طبیعة النفس الإنسانية حیث كانت أشد العصور ظلاماً وقسوةً تجاه المرض العقلي والجسدي “الإعاقة الجسدیة” وهذا نظرا لسیطرة رجال الكنیسة الذین كانوا یقتلون المعوقین لبؤسهم وبؤس الآلهة لهم وكذلك كانوا یحرقون المرضى العقليين والعلماء الذین لم یمشوا أو يخضعوا لصف وآراء رجال الكنیسة لادعائهم بأن بهم مساً من الشیطان.
– وكان لزاماً انتظار القرن 17م لیبدأ الفیلسوف الفرنسي “دیكارت 1576-1650” انطلاقة دعمت البحث السیكولوجي، بحیث أصبح الجسد آلة تتحرك وتتصرف وفق أنماط یمكن التنبؤ بها إذا عرفت مدخلاتها وما یمكن التنبؤ به خاضع للبحث العلمي سواء للعضویة الإنسانیة أو الحیوانیة على الإنسان أو الحيوان وهذه التفسیرات التي قدمها دیكارت مبادئها فیزیائیة على آلیات الجسد،
وأيضاً… طبق ” لاميتري La Mettrie 1709 -1751 ” نفس التفسیر الميكانيكيِّ على السلوك البشري والشعور، ففسره على أنه آلية تتوقف وتعتمد جسداً وعقلاً على أحداث فیزیائیة مثل المرض، والعمى، وما إلى ذلك…
وقد كانت الفلسفة الخبریة الإنجلیزیة التي تعني أن كل المعرفة الإنسانیة ناجمة عن الخبرة ولیس عن الأفكار الفطریة، ویمثل الفلسفة الخبریة ” جون لوك – دافید هیوم – جیمس میل” ومن صفاتها أنها سیكولوجیة حواس.
وبناءاً على قول عالم النفس الشهیر الألماني “هيرمان إبنجهاوس 1850-1909 “إن لعلم النفس ماضیاً بعیداً إلا أن تاریخه قصیر” أي أن علم النفس لم یستقر كعلم راسخ معترف به و(مستقل) إلا قبل النصف الثاني من القرن 19م ، حیث أن قلة من المؤرخین یعتبرون عام 1860م هو تاریخ صدور كتاب عناصر علم النفس الفیزیائي للعالم الألماني “ثیودور فیخنر 1801 -1887 ” بدایة علم النفس الحدیث
بداية علم النفس الحديث
في حین أنه یعتمد معظمهم عام 1879م وهو تاریخ تأسیس أول مخبر في علم النفس في جامعة لایبزغ على ید الألماني ” فولهام فونت 1832 -1920″
غیر أن تحدید تاریخ دقیق لبدایة علم النفس یعتبر مسألةً اصطلاحیة لأن موضوعات علم النفس لن تفهم دون الرجوع إلى أصولها العمیقة “الفلسفیة – والبیولوجیة – والفیسیولوجیة…وغیرها من العلوم “.
روابط مفيدة:
1. تاريخ علم النفس – المعرفة
2. تاريخ علم النفس الاكلينيكي | e3arabi
3. علم النفس – ويكي الكتب
4. حلقة خاصة – تاريخ علم النفس في الاسلام
1.منقول .بتصرف، من د.بوطالبي بن جدو: محاضرات في مادة علم النفس العام، جامعة محمد لمين دباغين، السنة 2015/2016
2 .ادیب الخالدي: المرجع في الصحة النفسیة، 2002.
3 .ایھاب البیبلاوي و اشرف محمد عبد الحمید: الإرشاد النفسي المدرسي، 2002.
قدمنا لكم مقال من موقع البديع المعرفي، عن علم النفس نشأته وتطوره ونتمنى أنه قد نال إعجابكم،وللمزيد من المعلومات عن " نشأة علم النفس وتطوره PDF " تابعونا ….
تعليقات
إرسال تعليق